Page 10 - VEM ÄR DIN MAMMA
P. 10
10
أو حتى شرب رشفة من الكحول. كانا سويديان من حقبة “منزل الشعب” في أفضل سنواتهم، سويديان أمينان بجعبتهما الكثير من القيم. أو ببساطة؛ بالغان أرادا بناء مجتمع جديد وأفضل، لهم ولأطفالهم. تماماً كما يريده الآباء في فروسلوندا (وما يريده الآباء في أنحاء العالم).
من هي أمك؟
إنني أُفكر بالأمهات. الأمهات اللاتي قابلتهن خلال نشأتي. أفكر في ما تعنين بالنسبة لي. أنهن بشكل ما كانوا بمثابة أمثلة عليا لي سراً. غنيات بالمعرفة عن الحياة. أتذكر السعادة في كل لقطة صغيرة من
عالمهن الشخصي. علبة مجوهرات، حقيبة يد، خزانة غرفة حمام. لقد نمى هذا العالم. ق ّدمن جميعهن لي شيئا أحمله معي حتى اليوم، حتى أولئك اللوات جلسوا صامتين حول طاولة المطبخ مع فنجان القهوة في يدهم. واليوم أعلم أن افتتاني بهن موجود في إرادة الطفل لفهم العالم حوله. أن هذا لم يتعلق فقط بكونهن أمهات، بل أيضاً بكونهن بالغات ونساء. الإرادة للفهم أمر أساسي وتطور طبيعي لطفل يكبر. غريزة البقاءهيالتيتتطلب ُمثلاًعليا. ولكن العالم لا يتوقف عندما نصبح بالغين، بل يتغير باستمرار. أحياناً قد يحدث ذلك بشكل سريع جداً، ولكن في كثير من الأحيان ببطء شديد حيث أننا لا نلاحظه بالكاد. وفجأة يُصبح العالم مختلفاً ع ّما كان في السابق، فيستدعينا إلى إعادة النظر، إلى فهمه مرة أخرى تلوالأخرى.
عندما قام ك ّل من أسترد ودافيد بزيارة فروسلوندا (Fröslunda) حاولا رؤية وفهم المكان بطموح. المكان جديد عليهما، لديه أمسه ويومه، صفاته وتحدياته. والتواصل مع السكان في المنطقة ضروري للمهمة. السكان الذين عاشوا طوال حياتهم في فروسلوندا، أو ربما عاشوا بها يوم واحد فقط، يتحدثون مائة لغة مختلفة، وأعمارهم تتراوح بين الصفر إلى مائة سنة. اقترح كل من أستريد وديفيد سؤالاً كنقطة أنطلاق والذي سيساعدهما على البحث والفهم. سؤال عالمي ويمكن للجميع الرد عليه. سؤال يحمل معنى. هذا السؤال مهم بحق. لا يجدي نفعاً أن يُطرح هذا السؤال ببساطة في الشارع، من الضروري أن يتم التواصل وتمكين الاحتكاك، والالتقاء. يتم إختيار الكاميرا كأداة وعمل استوديو خارجي مؤقت في الساحة، مع الهدف المعلن وهو التواصل مع الأشخاص. تعال وسيتم تصويرك! أخذ وعطاء ولقاء. تحدث عدة لقاءات. يصبح الطابور أكبر في ساحة فروسلوندا. الكميرا تجمع الناس. الكاميرا تحث المحادثات. صورة فروسلوندا تكبر، تتطور، تتغير.
وهناك أيضاً كانت أمي. عمرها من عمر فروسلوندا، نشأت في مبنى حديث البناء في شقة مك ّونة من غرفتين في شارع Tallåsvägen 11F مع كل من والدتها ووالدها وشقيقها الأصغر. خارج البوابة الأمامية يوجد موقف للحافلات. مطبخ بدون ث ّلاجة. صالة بها خزانة متوارثة جيل بعد جيل ومليئة بالكنوز اليومية الصغيرة. كان الوالدان ينتميان للطبقة العاملة وللحزب الديموقراطي الاجتماعي وكانا يغنيان في الجوقة كما انخرطا في النقابات الع ّمالية، وقاما ببناء بيت للعطلات خارج المدينة، ولم يرغبا بالحصول على رخصة للقيادة أبداً
جوزفين بولاندر
نية، الفن العام، بلدية إسكيلستونا
مقدمة